-16.jpg" border="0" alt=""/>
الاهلي والاسماعيلي
:بعد أن شاءت قرعة دور الثمانية لدوري أبطال إفريقيا أن تضع الأهلي
والإسماعيلي في مجموعة واحدة، شاءت الأقدار أن تجعلهما في موقف كربوني واضح
خلال مباراتين متتاليتين.
ففي مباراة الأهلي والإسماعيلي والتي أقيمت يوم الأحد 1 أغسطس في الجولة
الثانية للمجموعة الثانية، كان وقت المباراة يشير إلي الدقيقة 92 عندما
احتسب الحكم المالي كومان كوليبالي ركلة حرة للأهلي من خارج منطقة الجزاء،
تم تنفيذها لتمر من جميع لاعبي الفريقين وتصل إلي وائل جمعة المنفرد الذي
لم يتوان في إيداعها بالمرمي ليحرز هدف الفوز للشياطين الحمر بالمباراة
التي انتهت 2-1.
وفور إحراز الأهلي للهدف، اعترض الجهاز الفني للإسماعيلي ولاعبيه علي
كوليبالي طويلا بداعي عدم شرعية الهدف لوجود دفعة من احمد حسن ضد احد
مدافعي فريقهم، ولم يكد بعدها كوليبالي أن يطلق صافرة النهاية حتى اندفع
البعض من الجهاز الفني للإسماعيلي ولاعبيه للاحتكاك بالحكم الذي خرج من
الملعب في حراسة الشرطة المصرية.
الموقف نفسه تكرر بشكل كربوني في مباراة شبيبة القبائل والأهلي في
الجولة الثالثة للمجموعة والتي أقيمت يوم الأحد 16 أغسطس، فعندما كان وقت
المباراة يشير إلي الدقيقة 85، أحرز محمد شوقي لاعب الأهلي البديل في
اللقاء هدفا كان ممكن به أن يعادل النتيجة مع أصحاب الأرض اللذين كانوا
متقدمين بهدف نظيف.
وفي اللحظة التي قرر فيها شوقي الاحتفال بالهدف، لمح بطرف عينيه راية
الحكم المساعد تشير إلي التسلل الأمر الذي جعل حكم اللقاء التوجولي كوكو
دجاوبي يشير إلي إلغاء الهدف، لينطلق شوقي وزملائه من لاعب الأهلي للاعتراض
علي الحكم المساعد ويحدث احتكاك واضح منهم عليه تسبب في تدخل بعض أفراد
الأمن الجزائري.
جاء الموقفان كوجهين لعملة واحدة حيث أن قراري الحكمين في المباراتين
كانا صحيحين تماما، فهدف الاهلي في الاسماعيلي شرعي وهدف محمد شوقي في
الشبيبة غير صحيح لوجود تسلل، ولكن عدم رغبة كل طرف من الطرفين لتقبل
قرارات الحكمين في المباراتين جعلهما لا يفكران في شيء وقت صدور كل قرار
إلا الاعتراض فقط، وضعا في الاعتبار الحساسية المفرطة التي استبقت كل
مباراة سواء من جانب الأهلي والإسماعيلي من جهة، أو من جانب شبيبة القبائل
والأهلي من جهة أخرى استنادا علي الصراع الرياضي المصري الجزائري مؤخرا.
يرجى الإشارة إلي أن الموقفين يثبتان بما لا يدع مجالا للشك أن الاختلاف
في قرار تحكيمي في مباراة رياضية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون
دافعا لخلاف جذري قد يصل إلي حد عدم الرغبة في التعامل بين أفراد من الوطن
الواحد كما هو الحال بين الإسماعيلي والأهلي في مصر، أو أن يكون دافعا لقطع
علاقات وشحن "بطاريات الكراهية" بين شعبين قد يربطهما لغة واحدة ودين واحد
كما هو الحال مؤخرا بين مصر والجزائر.